الهولوكوست الجديد .. يستخدم الفوسفور الأبيض والأسلحة الحارقة - بقلم : زهرة الراوي

من ضمن الأمور التي حرصت أمريكا على أن تزيد خبرتنا بها هي الأسلحة المحرمة ، والتي لا يخفى عليكم أنه تم استخدامها لأننا حتى لو أثبتنا بالأدلة القاطعة أنها استخدمت ، فما من إجراء سوف يتخذ بحق المعتدي سواء كان أمريكا أو إسرائيل ، فليس من حق فئران التجارب أن تشتكي!
من هذه الأسلحة المحرمة الفوسفور الأبيض ، وقد آليت على نفسي أن أكتب هذا التقرير مسترشدة بما قد أجده على شبكة المعلومات (الإنترنت) أو مما سمعته ممن خَبِرَه في الفلوجة إلى مقابلة مع طبيب عائد من غزة ، لأوضح – لمن لا يعلم – ما هو هذا السلاح وما هي آثاره ، لعل جهات لها سلطة ما تسمع لنا ، بانتظار اليوم الذي ننتقم فيه لأنفسنا.
ما هو الفوسفور الأبيض ؟
الفوسفور الأبيض هو مادة شمعية شفافة وبيضاء مائلة للاصفرار، لها رائحة تشبه رائحة الثوم وتصنع من الفوسفات ، يتركز تفاعل هذه المادة مع الأكسجين. كما نعرف فإن جسم الإنسان مكون من الخلايا ، والخلايا تحتوي على الأكسجين الذي يتفاعل بسرعة كبيرة مع الفوسفور، سواء كان عن طريق التلامس المباشر أو الاستنشاق. إن لقنبلة الفوسفور شكل مميز فنحن نراها كأنها ألعاب نارية تضيء السماء ، متجهة نحو الأرض ، وهذا اللمعان ناتج عن تفاعل الفوسفور مع أكسجين الجو منتجاً غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.
الفوسفور سلاح يمتد أثره إلى المدى البعيد ، ففي حال تلوث منطقة ما بالفوسفور الأبيض، فإنه يترسب في التربة أو في أعماق الأنهار والبحار وعلى الكائنات البحرية مثل الأسماك، وهو ما يهدد سلامة البيئة والإنسان.
أثره في الإنسان
يقوم الفوسفور الأبيض بحرق جسم الإنسان ولحمه ولا يتبقى منه إلا العظام، كما أن استنشاقه لفترة قصيرة يسبب السعال ويهيج القصبة الهوائية والرئة، أما استنشاقه لفترة طويلة فيسبب جروحا في الفم ويكسر عظمة الفك. بالنسبة للأجزاء والشظايا الصغيرة التي تحمل هذه المادة القاتلة فهي تدمر الأعضاء الداخلية ، وتسبب نزيفاً داخلياً حتى الموت دون سبب واضح ودون أن يكون هناك حل لإنقاذ المصاب.
بالإضافة إلى كونه سلاحاً محرقاً، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود ، إضافة إلى قدرته على الاشتعال كمادة حارقة يصعب إخماد نيرانها.
تحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب. وتعرف الاتفاقية الأسلحة الحارقة بأنها كل سلاح أو ذخيرة تشعل النار في الأشياء أو تحدث لهباً أو انبعاثاً حرارياً يسببان حروقاً للأشخاص.
تاريخ الاستعمال
استعمل هذا السلاح لأول مرة في القرن التاسع عشر، حيث استخدمه من كانوا يعرفون بالوطنيين الإيرلنديين، وكان على شكل محلول عندما يتبخر يشتعل ويخلف حريقاً ودخاناً، ثم استعمله بعد ذلك في أستراليا عمال موسميون غاضبون.
في نهاية عام 1916 صنعت بريطانيا أولى القنابل الفوسفورية، وفي الحرب العالمية الثانية تم استعمال سلاح الفوسفور الأبيض بشكل لافت من قبل القوات الأميركية وقوات دول الكومنولث (اتحاد من 53 دولة جميعها تقريبا من المستعمرات البريطانية السابقة)، كما استعمله اليابانيون بنسب أقل.
استعمل الجيش الأميركي أيضا القنابل الفوسفورية في حرب فيتنام، كما استخدمته القوات الأميركية في هجومها على مدينة الفلوجة العراقية في نوفمبرعام 2004 ، وقد كشف عن هذه المعلومات شريط وثائقي عرضته قناة إيطالية أورد صوراً لضحايا معركة الفلوجة وشهادات لجنود أميركيين تثبت استخدام القوات الأميركية هذا السلاح الحارق. (لمشاهدة التقرير:http://majdah.maktoob.com/vb/majdah12945/)
وقد استعملت إسرائيل أيضاً سلاح القنابل الفوسفورية أثناء اجتياحها لبنان سنة 1982 وفي حربها عليه في يوليو2006، وكذلك في بعض حروبها مع المقاومة الفلسطينية. واستخدمته أخيراً في حرب غزة يناير 2009.
الفوسفور الأبيض في غزة
نقلت صحيفة "تايمز" في عددها الصادر الإثنين 5-1-2009 عن وفد طبي نرويجي بغزة قوله: إن "عددًا من القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال القصف الإسرائيلي لغزة منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي، ظهرت على جثثهم وأجسادهم علامات غريبة، بعضها حروق بسبب الفسفور الأبيض، وبعضها يتمثل في تهتك أعضائهم الداخلية؛ نتيجة استخدام القنابل الحرارية الحارقة".
ولفت الوفد النرويجي إلى أن أجساد بعض الضحايا تحمل آثار اليورانيوم المخصب وغير المخصب، وهو من المواد الأساسية المستخدمة في إنتاج الأسلحة النووية.
وبحسب طبيب عائد من غزة في مقابلة على موقع إسلام أون لاين: " يسبب الفوسفور الأبيض حروقًا عميقة تصل إلى العظام أو تفحم الضحية ، أما بالنسبة إلى ما يسمى الشظايا المتناثرة من القذائف أو القنابل المستخدمة، فإنها تؤدي إلى دمار أكثر من المتوقع، مما يعني أن هذه الشظايا ربما تحوي بعض المواد المجهولة لدينا، التي تؤدي إلى هذا الدمار الكبير للأنسجة الحية. وأنا شخصيًا حدثت معي حالة، كان المريض فيها يخضع لعملية جراحية لبتر كلتا طرفيه السفليين، وفي نهاية العملية فوجئنا بوجود نزيف رغوي شديد من الرئة، وهذا النزيف صدمنا ولم نكن نتوقعه ولا نملك له أي تفسير ناتج من الإصابات التي موجودة في جسم المريض، وقمنا بعملية شق صدر المريض لوقف هذا النزيف بواسطة طبيب جراح الصدر، ففوجئنا بأن الرئة قد امتلأت بالدماء بلا أي سبب ظاهر أو إصابة ظاهرة، وإن كان تفسيرنا المبدئي أن المريض ربما استنشق غازات سامة، أدت إلى تدمير الأغشية والخلايا المبطنة للرئة والشعب الهوائية، وتدمير للأوعية الدموية، مما أدى إلى وجود هذه الظاهرة الغريبة، التي نتج عنها وفاة المريض في الحال.
صور ضحايا الفلوجة عام 2004 :
صور ضحايا غزة 2009 :
3 التعليقات:
والله قلبي تقطع يوم شفت هذه الصور لكن لاتوجد كلمه تشفي بها غليلي غير كلمة
حسبي الله ونعم الوكيل عليهم
ياالله ارحمنا والله انا مساكين .. على من سيشهد هؤلاء يوم القيامة؟ ممن سوف يقتصون ؟ منا ؟ ولا من غيرنا؟ يالله ارحم امة محمد
حسبي الله عليهم
إرسال تعليق