ثـــــــــــورة القنــــــــــــــــــادر - بقلم : أبو الحسن

جاءت أيام وذهبت أيام أخرى والشغف لا يزال في دمي لا ألبث أن أنتهي من كتاب روائي أو أدبي أو علمي، حتى أبدأ بالبحث من جديد عن كتاب لجيفارا أو كاسترو أو مانديلا، وبدأت أسماء ثورات جديدة تطرق سمعي مثل ثورة الجياع، والثورة ثقافية، وثورة المعلوماتية، وأحسبها كلها ثورات ولهذا يبدأ قلبي بتكثيف ضخ الدم عن طريق زيادة عدد الدقات عند سماع اسم " ثورة " .
لكني عندما كنت أرى ما يحدث في فلسطين من تقتيل وتدنيس للأعراض الغالية وتدمير للمقدسات وقتل للأطفال، كان مصطلح " ثورة " يفتقد تدريجياً إلى الإحساس الذي لطالما كان يعطيني إياه في الماضي، وبعدها عندما عانى العراق العظيم ما عانى من الاحتلال والقتل وعدم الأمان وغيرها ، افتقد مصطلح " ثورة " معانيه تماماً ، وبات يحمل معانٍ أخرى تختلف عن السابق، ولهذا بدأت أفقد الأمل في الثورة ضد الظلم ورموز الشر في العالم.
لم يزل مصطلح " ثورة " مغمى عليه في أعماقي حتى سمعت أصوات زغاريد وتصفير في يوم 15-12-2008 ، حيث كنت عائداً من العمل متأخراً جداً ، وكمصطلح الثورة كنت مغمىً عليّ في غرفتي حيث بلغ بي التعب ما لا أستطيع وصفه بالنوم وإنما بالإغماء، فعندما سمعت صوت الهتافات والله أكبر والتصفير ، قفزت من فوق الفراش ، لا لأشارك في الفرحة وإنما لأسكت الجموع كي أعاود نومتي الهنيئة، إلا أنني فوجئت بعدد من أهل بيتي متسمرين أمام التلفاز ، وهم يطالعون حذاءً من نوع خاص لم أر مثله من قبل ، ولم أعجب بحذاء كما أعجبت بهذا، كانت عيون الجميع متسمرةً على حذاء منتظر الزيدي تتابع حركته ، منتظر الذي استخدم الحذاء أشرف استخدام ممكن أن تراه العين في الحياة الدنيا.
إن القاء الحذاء على مستحقيه من بوش وأذنابه ليمثل فتح بوابةٍ جديدة للنضال ضد كل ما هو دنيء في حياتنا ، وهذا الباب هيهات أن يغلق، ولن يستطيع أحد أن يغلقه أو حتى أن يقلص من فتحته التي رجّت في كل شعوب الأرض معانِ طال عليها السبات والنكوص.
على الأقل هذا الحذاء أعاد في نفسي معاني كلمة " ثورة " ، ولكن هذه المرة ستكون مقرونة بكلمة عراقية لها وقع في النفس أكبر من كلمة حذاء الفصحى ، وستكون الثورة اليوم ثورة القنادر(جمع قندرة).
3 التعليقات:
مقال اكثر من رائع الله يفرج عنه ان شاء الله
شكرا ريان
ترقب العدد القادم بإذن الله
أتمنى ان تكرر الزيارة
دافعيله فلوس حته يفيك كدام الكامرات. لو ابن ابوه وشريف جان سوواهه ويا هدام. مو كدام بوش اللي يعرف انه ما راح يسوويله شي. كافي لووواكه
إرسال تعليق