لماذا نصلي ونحفظ القرآن؟؟ - بقلم: أبو الحسن
أغلب المسلمين كي لا أبالغ إذا قلت جميعهم، يحلمون أحلاماً بعضها أحلام يقظة بأنهم يقيمون صلواتهم الخمس على أتم وجه ومع الجماعة، أي بمعنى آخر يحلمون أن يؤدوا صلواتهم المفروضة على أتم وجه، ولا يتوقف الطموح عند هذا الحد بل يتعداه – وخصوصاً بعد حضور درس علم أو خطبة جمعة – ليضاف إلى هذا الهدف فقرة جديدة هي حفظ القرآن كاملاً...لكن كيف سيقوم بذلك، ومتى سيبدأ، ولماذا أصلاً يدغدغ هذا الحلم أذهان العديدين منّا؟وما هي المعاني الأخرى غير معاني الثواب والعقاب الرباني لهذا الحلم إن بدأ الشخص في تحقيقه؟
عندما تجمعنا جلسات عائلية أو جلسات تضم الأصدقاء المقربين وغيرهم، ويطرح موضوع المسلمون في الغرب، ترى أن الأغلبية يبدؤون بالتعجب ومناقشة أمر واحد ألا وهو حال المسلم الغربي واختلافه الجوهري مع المسلم العربي، وتبدأ شتى صنوف الجلد الذاتي والتحسر على النفس من ناحية انعدام الحماسة والانضباط والالتزام بالعمل تجاه النفس والمجتمع، فالمقارنة بين المسلم في الغرب والمسلم العربي تعبر عن أقصى أنواع الإهانات للمجتمع العربي المسلم الذي كان يتمتع في زمن من الأزمان بعناصر نسوية ورجالية وطفولية لديها من الهمة ما لا تقدر الجبال على حملها.نعود إلى المسلم الغربي الذي لديه الجدية في العمل مما يعينه على إكمال طريقه إلى الله عز وجل، لديه من الهمة والجدية ما تجعله يتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن بعدها، جنباً إلى جنب مع إتقانه لحرفته أو مهنته التي يخدم بها بلده ومواطنيه ومجتمعه، والعرب لا يزالون غارقين إلى (شوشتهم: تعبير باللهجة المصرية) في أحلامهم الوردية، والتي بكل غرابة يطوونها جنباً ويدخلون في السرير لينعموا بأحلى ساعات النوم.يبقى أن الانضباط في الصلاة وحفظ القرآن لهم ما لهم من الوجوب والاستحباب والمعاني الأخرى التي لسنا في صدد الحديث عنها، هنا فهي متوفرة عند أي طالب علم، لكننا يمكن أن نعتمد على الانضباط في الصلاة وحفظ القرآن في إبراز أمر شديد الأهمية ومن شأنه أن يكون شرارة لأعمال كبرى يحبها الله ورسوله وتثلج صدور المؤمنين وتغيض العدو، من البناء إلى العلم، والتطور، والتنعم بخيرات أراضينا التي لازلنا نستخدم الأساليب الغربية في استخراج خيراتها، والى آخره من معاني الاستخلاف في الأرض، هذا المعنى هو قياس مدى الانضباط الذي يقود المرء كي يكون جندياً من جنود الله في الأرض، وهذا القياس على المرء أن يقوم به بنفسه وأن يضع نصب عينيه النجاح، والنجاح الذي يليق بالمسلم هو الامتياز، فإن منّ الله عليه بالانضباط في الصلاة وحفظ القرآن فسيجد من الحلاوة ما لم يجده في غيرهما أبداً وعليه أن يبدأ بتطبيق ما يحفظ أو على الأقل ما يتلو، تطبيقاً كتطبيق الصحابة، وإن أشكل عليه فهم آية فعليه بكتب التفسير، فإن لم يفهم فعليه بالعلماء الموجودين في المساجد، وهكذا ستتحقق له أمور لم يكن قد اختبرها سابقاً، منها العيش في أجواء إلهية وروحانية لا وصف لها في عداد كلماتي التي أعرفها، ومنها التعلق بالمساجد والعلماء، ومنها وهو الذي ننشده من هذا الانضباط هو حيازة رضى الله عليه والتقرب منه سبحانه وتعالى وهي مراتب يسلكها العبد كي يصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة.

0 التعليقات:
إرسال تعليق