روبرت مردوخ...إمبراطور الإعلام العالمي - إعداد: أبو الحسن

روبرت مردوخ...إمبراطور الإعلام العالمي
تعددت الأقاويل عنه وحيكت عن حياته نظريات بعضاً منها ربما يوضع في خانة المؤامرة والبعض الآخر صحيح، وما هذا إلا لتأثير هذه الشخصية في خارطة الأحداث العالمية خصوصاً الجارية...كيف بدأ هذا الشخص حياته وما هي توجهاته الفكرية؟؟
آثرت الكتابة في التفاصيل التي تهم القارئ فقط خشية الإطالة، وفي حال أعجب القارئ بالشخصية فما عليه سوى تدوين الإسم على الغوغل ومنه ستذهب به الشبكة نحو المراد...
تضم مؤسسة Newscorp التي أسسها مردوخ الداعم للكيان الصهيوني أكثر من 800 مؤسسة ووسيلة إعلامية ما بين القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات ودور النشر ومؤسسات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني وغيرها في بريطانيا، والولايات المتحدة ، و أستراليا، وإيطاليا و52 بلداً آخر...
يمتلك موردوخ أكثر من ( 175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها : "التايمز" اللندنية، و"الصنداي تايمز" و"الصن" الشعبية أوسع الصحف البريطانية انتشاراً، و"نيوز أوف ذي ورلد"، و"نيويورك بوست"، و"وول ستريت جورنال" ثاني الصحف الأوسع انتشاراً في الولايات المتحدة، وإحدى أهم الدوريات الاقتصادية في أميركا والعالم.
ويملك أيضاً (25) مجلة من بينها : "تي في جيد" ، و"ويكلي ستاندارد" مجلة المحافظين الجدد.التي يعبرون فيها عن توجهاتهم الفكرية والتي يستلهمون منها الأفكار والأساليب التي ينتهجونها في السياسات الخارجية خصوصاً.
وفي مجال قنوات التلفزيون أو بالأحرى شبكات التفلزيون يمتلك مردوخ: (12) محطة تلفزيون في أميركا وحدها، منها : شبكة تلفزيون "بي سكاي بي"، وشبكة "فياكوم" مالكة "سي بي إس" و "يو بي إن"، وشبكة "فوكس" fox التي تضم "فوكس فيدو" ومحطة "فوكس نيوز"Fox News الإخبارية الشهيرة، ومحطة تلفزيون "دايركت تي في" التي تمثل أكبر نظام فضائيات في الولايات المتحدة، وتبث برامجها لنحو 12 مليون منزل.
أما عن تدخله في مجال السينما وإنتاجاتها التي تستعمل مع الوسائل الإعلامية كأكبر مروج للبروباكاندا(البروباكاندا: تهيئة الشعب عبر الإعلام للحرب بمعنى توظيف الآراء والتوجهات المختلفة لكي يتم التأثير عليها لمصلحة القرار. وهناك تعريف آخر وان كان لا يبعد عن التعريف الأول وهو بث أخبار مغلوطة عبر الإعلام لخدمة هدف معين وجهة سياسية معينة .. كمثال حرب العراق وكيف أن البروباكندا الأمريكية حاولت إقناع العالم بأسلحة الدمار الشامل حتى صدقها العالم أجمع) التي تديرها الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض، فيمتلك مردوخ مؤسسة20th Century FOX الشهيرة جداً والتي نرى شعارها في أغلب الأفلام الهوليويدية.
وكل المذكور أنفاً لا يحصر كل مجموعة مردوخ الإعلامية لكنها تعطي صورة واضحة عن إمكانيات هذا الشخص الذي يعتبر الساسة في الغرب مؤسسته الإعلامية أكبر تأثيراً في العالم من الدول الكبرى ولهذا السبب يهرع إليه رؤساء الدول مثل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق الذي يقال أنه قد أعيد إنتخابه مرة ثانية بعد أن قابل عدداً من موظفي مرودوخ الذين قاموا بتحريك الرأي العام لصالحه، ولهذا السبب فإن مردوخ تربطه برؤساء الدول العظمى مثل بوتين علاقات وطيدة لا نعرف بعد ما الذي ورائها.

من الجدير بالذكر أن مردوخ كانت بدايته ليست متواضعة كما يمكن أن يخطر ببال أحدنا عند قراءة سيرة شخص معين، فقد كان مردوخ ابناً لشخص يملك أكبر صحيفتين في أستراليا ويشغل منصب المستشار الإعلامي لرئيس وزراء استراليا أثناء الحرب العالمية الأولى.
توظف مردوخ الإبن بعد تخرجه من جامعة أكسفورد في صحيفة "دايلي إكسبريس" التي أكتشفت مواهبه الصحفية في الكتابة التي تجذب القراء وكانت هي فاتحه لحياته في عالم الصحافة.
عاد في العام 1953 إلى استراليا محاولاً إحياء صحيفة "ذي نيوز" الصغيرة التي تركها له والده، لكنه أخفق في اكتساب ثقة الناشرين خاصة مع انتشار سمعته كشخص يفتقر إلى الخبرة. إلا أنه كرس وقته وجهده لتعلم واكتساب الخبرة اللازمة لإدارة الصحيفة التي منها انطلقت مسيرة الإعلامي الإمبراطور كما يدعوه البعض. يجدر هنا تكرار معلومة أن مردوخ من أكبر الداعمين للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ويعتبر من المحركات التي أعطت الدفعات الكبرى للمحافظين الجدد الذين يمثلون أقوى رؤوس الإدارة الأميركية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق