رحلة في ســــــــــــوق السيـــــــــــــــــارات - بقلم : أبو الحسن
ذهبت إلى سوق السيارات يوم ما، ووجدت أعداداً هائلةً من الناس حتى تكاد تقول أن لا تجارة في العالم إلا في سوق السيارات، تعج المنطقة بالهنود والبنغال والباكستانيين، منهم من يتاجر ومنهم من يعمل عند صاحب معرض ومنهم من يستطلع الوضع عله يجد صيدة مناسبة له كي يسترزق منها، وكل هذا الوضع والساعة كانت تقريباً السادسة مساءً، تجولت وتجولت وأنا (زي الاطرش بالزفة) فمدى معرفتي بالسيارات ومحركاتها وموديلاتها هي نفس معرفتي باللغة الهندية ( لهذا السبب قلت مثل الاطرش بالزفة)، وكما ذكرت فان السوق مكتظ والشيء المميز في السوق ليس السيارات وإنما رائحة البشر هناك، فقد أحسست بأنفي قد توقف عن العمل فجأة بسبب (كفخة) من رائحة أحد البني آدميين هناك، وامتعضت وتمعّر وجهي وانقلبت أساريري و..و..و..
ون شريفة، وممكن أن لا تكون أكثر من عفونة شخص قذر، إلا أن اغلب الروائح هناك كانت من النوع الشريف فهذا الهندي أو الباكستاني ليست من هواياته أن ينتن الجو، وإنما هو شخص يتحلى بالرجولة التي تجعله يقف عدداً هائلاً من الساعات في حر الشمس كي يعيل عائلة تتكون من الله أعلم من الأفراد في هذه الدولة و في وطنه الأصلي كي يعفهم عن السؤال والطلب وإراقة ماء الوجه الغالي، فهذا العرق عرق الشرف والتضحية وما دام هذا هو هدفه من العمل فهو في جهاد حتى يرجع إلى بيته كما علمنا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالمعاني تختلف حول أي أمر أو أي وضع بحسب النية التي وراءها والقصد منها "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..." متفق عليه.

1 التعليقات:
مقال كثير حلو اعجبتني الكلمات بما فيها من معاني لكن بنفس الوقت في كلمات اضحكتني جزاكم الله خير عساكم على القوه قادرين وننتضر المزيد منكم
إرسال تعليق